من النفخة الأولى إلى الأخيرة: رحلة تعاطي مخدر الحشيش

في هذه المقالة سوف نأخذك معنا في رحلة شاملة عبر الجدول الزمني لتعاطي الحشيش، من لحظة النفخة الأولي إلى الآثار طويلة الأجل. نأمل في هذا المقال ان يعطيك تصور واضح ومفهوم عن تأثيرات (Tetrahydrocannabinol -THC) (رباعي هيدرو كانابينول) على جسمك والمخاطر المحتملة المرتبطة بتعاطي الحشيش المزمن.

من النفخة الأولى إلى الأخيرة: رحلة تعاطي مخدر الحشيش


تبدأ رحلة الحشيش، من اللحظة التي تدخل فيها الجسم وصولاً إلى آثارها على المدى الطويل وهي في الحقيقة عملية معقدة. ويُعد فهم هذه الرحلة، والتوابع الفسيولوجية لتعاطي الحشيش،  أمرًا بالغ الأهمية لأي شخص يتعاطى هذه المادة أو يفكر في استخدامها. سترشدك هذه المقالة خلال الجدول الزمني لكيفية تفاعل THC (رباعي هيدرو كانابينول)، المكون النشط في الحشيش، مع الجسم، بدءًا من الأحاسيس الفورية بالنشوة والاسترخاء، مرورًا بالتطور التدريجي للتحمّل (نقص الاستجابة) والإدمان، وصولاً إلى الإعاقات الإدراكية المحتملة وأعراض الانسحاب التي يمكن أن تترتب على الامتناع عنه.

التعاطي لأول مرة (من ثوانٍ إلى دقائق بعد الاستخدام):

  1. من 0 إلى 10 ثوانٍ (التدخين / الاستنشاق): يتم امتصاص THC، المكون النشط في الحشيش، في الدم عبر الرئتين ويصل بسرعة إلى الدماغ عند استنشاقه. عادة ما يشعر المتعاطون بالنشوة والاسترخاء وتغيير الإدراك وتجارب حسية غامرة.
  2. من 30 إلى 90 دقيقة (ابتلاع عن طريق الفم): عند تناوله، كما هو الحال في شكل مواد غذائية، يتم امتصاص THC بشكل أبطأ حيث تتم معالجته بواسطة الكبد قبل الوصول إلى الدماغ. بداية التأثيرات أبطأ، وعادة ما تستغرق ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين، ولكن يمكن أن تكون التأثيرات أكثر حدة وتستمر لفترة أطول.

التعاطي المستمر (من دقائق إلى ساعات):

  1. من 15 دقيقة - 3 ساعات (التدخين/الاستنشاق ): عادة ما تصل التأثيرات النفسية للحشيش، مثل تغيير التفكير والذاكرة، وتباطؤ التنسيق، وزيادة معدل ضربات القلب وجفاف الفم، إلى ذروتها في غضون الساعة الأولى بعد التعاطي ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر.
  2. من 2 إلى 6 ساعات (الابتلاع عن طريق الفم): يمكن أن تصل تأثيرات الشكل الغذائي إلى ذروتها في أي مكان من 2 إلى 6 ساعات بعد التعاطي ويمكن أن تستمر لعدة ساعات.

التعاطي المزمن (من أيام إلى سنوات):

  1. أكثر من 30 يومًا: يمكن أن يؤدي التعاطي المزمن للحشيش إلى تطوير التحمّل (نقص الاستجابة)، مما يتطلب تعاطي كميات أكبر من المخدر لتحقيق نفس التأثير. بمرور الوقت، يمكن للمتعاطين أيضًا تطوير الإدمان (الاعتماد) الجسدي والتعرض لأعراض الانسحاب عند محاولة الإقلاع عن الإدمان.
  2. من أشهر إلى سنوات: يمكن أن يؤدي التعاطي طويل الأمد إلى ضعف إدراكي، خاصة عند أولئك الذين بدأوا في تعاطي الحشيش،  في سن أصغر. قد يصاب بعض الأفراد أيضًا باضطراب تعاطي القنب (Cannabis indica)، الذي يتميز بعدم السيطرة على تعاطي القنب على الرغم من العواقب السلبية .

الانسحاب (من أيام إلى أسابيع بعد آخر تعاطي):

  1. من 24 إلى 72 ساعة: يمكن أن تبدأ أعراض الانسحاب المرتبطة بالإقلاع عن تعاطي الحشيش في غضون 24 إلى 72 ساعة الأولى بعد التوقف عن تناول المخدّر، ويمكن أن تشمل التهيج، وصعوبات النوم، والرغبة الشديدة، والأرق، وأشكال مختلفة من عدم الارتياح الجسدي.
  2. أسبوع إلى أسبوعين: تبلغ هذه الأعراض ذروتها عادةً خلال الأسبوع الأول ويمكن أن تستمر حتى أسبوعين. قد يعاني المتعاطون المزمنون أيضًا من فقدان الشهية واضطرابات المزاج خلال هذا الوقت.

يرجى ملاحظة أن آثار استخدام الحشيش يمكن أن تختلف اختلافًا كبيرًا بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك سلالة القنب (Cannabis indica)، وطريقة التعاطي، وتحمّل المتعاطي، والخصائص البدنية للمتعاطي. ومن المهم أيضًا أن تتذكر أنه على الرغم من أن الحشيش  تُعد قانونية للاستخدام الطبي أو الترفيهي في العديد من الأماكن، إلا أنه يمكن أن يكون لها آثار سلبية، خاصة مع الاستخدام الكثيف أو طويل الأجل.